بدأت بمدينة رام الله شمال الضفة الغربية إذاعة "البيان التربوي" بثها السبت كأول إذاعة تربوية متخصصة مستقلة في فلسطين.
وهي تهتم بالمجال التربوي والاجتماعي وبالأسرة الفلسطينية، وأخذت على عاتقها الابتعاد عن الجانب السياسي، وحتى الحديث ضمن السياق الوطني.
وقال مدير الإذاعة محمد الحديدي إن هدف إنشائها إكمال الدور الإيجابي للإذاعات المحلية، باعتبار أن تلك الإذاعات تتوجه نحو قضايا سياسية وتبتعد الى حد ما عن الخوض بعمق في القضايا الاجتماعية التي تهم المجتمع الفلسطيني بخصائصه الاجتماعية المختلفة عن خصائص بقية المجتمعات لوقوعه ضمن اهتمام عالمي.
برامج متنوعة
وأكد الحديدي في حديثه للجزيرة نت أن برامج الإذاعة تختلف مضمونا ونوعا عن البرامج التي تقدمها الإذاعات الأخرى، وهي برامج متنوعة ثقافية ورياضية، وبرامج أسرية تهتم بصحة الأسرة وتربيتها، وبرامج تضم مناهج التربية العلمية ومناقشة القضايا التي تخص البرنامج التعليمي.
وأضاف أن إذاعته -التي تعتبر مستقلة وشخصية وليست تنافسية- ستطرح وتنتقد القضايا التي يهتم بها المجتمع قدر الإمكان، مشيرا إلى أنها لن تركز على الأسلوب النقدي السلبي، وإنما أسلوب الإبراز لمعالجة المواضيع المطروحة.
وأوضح الحديدي أن الإذاعة ستكون بعيدة عن الخوض في أي موضوع سياسي له حساسية سياسية، قائلا "هناك خط رسمناه لسياسة الإذاعة بعيدا عن الأحداث السياسية لأن المجتمع الفلسطيني متنوع بالتوجهات الحزبية، وسنكون منبرا للجميع".
وأعرب عن أمله بأن تلقى إذاعته رواجا، مشيرا إلى أن المضمون والمواضيع التي سيتم تناولها، وشكل الإخراج وطريقة عرض البرامج، عوامل تقودهم إلى النجاح.
سد للفراغ
من جهته رأى أستاذ الإعلام بجامعة النجاح الوطنية في نابلس الدكتور فريد أبو ضهير أن مثل هذه الإذاعة يمكن أن تنجح بشرطين: الأول أن تقدم مضمونا إعلاميا له صلة بالواقع الذي يعيشه المواطن، وأن تقترب من هموم الإنسان ومشاكله حتى لو كانت في الإطار التربوي أو الثقافي.
وقال في حديثه للجزيرة نت إن المواطن قد يمل السياسة ويتجه نحو مضامين أخرى، ثم مَن قال إن التربية والثقافة بعيدة عن السياسة؟ من الممكن جدا دمج المواضيع ببعض بطريقة فنية، وهذا هو الشرط الثاني، وهو أن يكون المضمون ذا مستوى فني متقدم، وأن يجتذب الجمهور بحيث يكون منافسا للمضامين السياسية وحتى الفنية الأخرى.
وأضاف أ[و ضهير أنه يجب احترام ذكاء الجمهور والعمل على رفع مستوى ذوقه من خلال برامج تربوية هادفة جذابة تراعي التنوع والاهتمامات والظروف التي يعيشها الإنسان الفلسطيني.
أما الإعلامي والمذيع في إذاعة طريق المحبة بنابلس غازي بني عودة فقد أكد أن المجتمع الفلسطيني بحاجة إلى تغطية مثل هذه الجوانب إعلاميا، قائلا "لدينا فراغ كبير بهذا الجانب واهتمامنا في الإعلام منصب على السياسة، والجانب الاجتماعي والتربوي لدينا فيه فراغ كبير".
وأشار عودة في حديثه للجزيرة نت إلى أن العبرة ليست بسد الفراغ لدى المجتمع وإنما بالمضمون الذي ستقدمه الإذاعة، فإذا كان نوعيا ومهنيا فإنها ستلقى نجاحا كبيرا.
وأوضح أن الإعلام الفلسطيني يركز في 90% من تغطيته على القضايا السياسية وأن القضايا الاجتماعية محدودة جدا، ولذلك فهو بحاجة إلى التنويع الإعلامي، مشيرا إلى أن النقد في القضايا الاجتماعية سهل وجيد إذا كان مهنيا.
يذكر أن المحطة الإذاعية محطة خاصة مستقلة، وتعتمد في توفير مستلزماتها على الإعلان التجاري المقدم إليها.