فارس البيدق مدير عام
عدد الرسائل : 187 العمر : 31 المزاج : رايق الأوسمة : تاريخ التسجيل : 04/04/2008
| موضوع: كيف أتوب؟! الإثنين مايو 19, 2008 5:35 am | |
| كيف أتوب؟! " وأكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلا عن القيام بها علما وعملا وحلا ولم يجعل الله محبته للتوابين إلا وهم خواص الخلق لديه" إبن القيّم إلهي وسيدي أتيت أطباء عبادك ليداووا لي خطيئتي فكلهم عليك يدلني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه"( صحيح: أخرجه مسلم 17/24 – 25) 2703)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا ناقض لما بناه.. ولا حافظ لما أفناه.. ولا مانع لما أعطاه.. ولا رادّ لما قضاه.. ولا مظهر لما أخفاه.. ولا ساتر لما أبداه.. ولا مضلّ لمن هداه.. لا هادي لمن أعماه.. سبحانه.. أنشأ الكون بقدرته.. وما حواه.. ورزق الصون بمنّته ومنّة من والاه ..{ وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إيّاه} [ الاسراء23]. سبحانه.. خلق آدم بيده وسوّاه.. وأسكنه في حرم قربه وحماه.. وأمره كما شاء ونهاه.. ثم أجرى عليه القدر بموافقته هواه.. فنزعت يد التفريط ما كساه.. ثم تاب الله عليه فرحمه واجتباه.. وحاله ينذر من يسعى فيما اشتهاه. طرد إبليس وكانت السموات مأواه.. فأصمّه بمخالفته كما شاء وأعماه.. وأبعده عن بابه للعصيان وأشقاه.. وفي قصته نذير لمن خالف الله وعصاه.. ألان الحديد لداود كما تمنّاه.. يأمن لابسه من يلقاه.. ثم صرع صانعه بسهم قد ألقاه.. فلما تسوّر المحراب خصماه.. أظهر جدال التوبيخ فخصماه.. { وظنّ داود أنّما فتنّاه} [ ص: 24]. ذهب ذو النون مغاضبا فالتقمه الحوت وأخفاه.. فندم لما رأت عيناه ما جنت يداه.. فلما أقلقه كرب ظلام تغشاه.. تضرع مستغيثا ينادي مولاه.. { إني كنت من الظالمين} [ الأنبياء: 87] فنجيناه.. أحمده سبحانه وتعالى... تعالى ربنا سبحانه وحاشاه.. أن يخيب راجيه وينسى من لا ينساه.. أخذ موسى من أمه طفلا ورعاه.. فساقه لى حجر عدوة فربّاه.. وجاد عليه بنعم لا تحصى وأعطاه.. فمشى في البحر وما ابتلت قدماه.. وتبعه عدوّه فأدركه الغرق وواراه.. حتى إذا قال: آمنت.. إذا جبريل بالطين يسد فاه.. وكان من غاية شرف موسى ومنتهاه.. أنه خرج يطلب نارا فناداه.. {ياموسى إني أنا الله} {القصص: 30].. شرف أمته شرفا بما أولاه.. فقال ربنا لهم:{ وأني قد فضلتكم على العالمين} [البقرة: 47] ولكن جئنا بـ { كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران:110 ] أخذناه.. فالحمد لله. خلق محمدا فاختاره على الكل واصطفاه.. صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقربه منه حتى كان قاب قوسين وأدناه.. فأوحى إليه من سرّه وكلمته ما أوحاه.. ووعده المقام المحمود فاللهم بلّغه مناه.. الحمد لله الذي دلنا بنبيه عليه وعرفناه.. وأجلنا بالقرآن العظيم وعلمناه.. وهدانا الى بابه بتوفيق أودعناه.. أحمده سبحانه حمدا لا ينقضي أولاه ولا ينفد أخراه.. فالحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله.. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.. صلى الله على محمد ما تحركت الألسن والشفاه.. وعلى آله وصحبه صلاة دائمة تدوم بدوام ملك الله.. ثم سلم تسليما كثيرا. أما بعد ففي جلسة مناجاة مع النفس ومحاسبة لها على تفريطها.. ساءلت نفسي وساءلتني.. كيف تعرفين الله، وتقرين بنعمه عليك ظاهرة وباطنة ثم تبارزينه بالمعاصي في الليل والنهار..؟!وقلت لها: أما تخسين الخسف..؟! أما تخافين العقاب..؟!وقلت لها: ألا تتوقين الى الجنة بحورها وحريرها ونعيمها الذي لا ينفد..؟! ألست تهربين من النار بزمهريرها وأغلالها وعذابها الذي لا ينتهي..؟!ثم قلت لها: اختاري..فقالت أتمنى يوما أتوب فيه الى الله..فقلت لها: أنت في الأمنية فاعملي..قالت: فكيف..؟! صف لي الطريق.. وبيّن لي العقبات.. قل لي.. كيف أتوب..؟!! أخي التائب.. لا بد أن تعلم أن أول الطريق وقفة.. والسير في الطريق عمل.. وزاد الطريق توبة..واعلم أن الموت يأتي فجأة.. يقول ربنا سبحانه وتعالى:{ قل يعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم* وأنيبوا الى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون* واتّبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون* أن تقول نفس يحسرتي على ما فرّطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين* أو تقول لو أنّ الله هداني لكنت من المتقين* أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرّة فأكون من المحسنين* بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين} [الزمر 53-59]. واعلم أخي التائب أنك تطلب السعادة.. وتروم النجاة.. وترجو المغفرة.. يقول ربنا:{ وإني لغفّار لمن تاب وعمل صالحا ثم اهتدى} [طه: 82]... فالتوبة ـ أخي التائب ـ هي ملاك أمرك.. هي مبعث حياتك.. هي مناط فلاحك. يقول إبن القيم:: منزل "التوبة" أول المنازل وأوسطها وآخرها.. فلا يفارقه العبد السالك ولا يزال فيه الى الممات.. وإن ارتحل الى منزل آخر ارتحل به واصطحبه معه ونزل به.. فالتوبة هي بداية العبد ونهاية حاجته اليها في النهاية ضرورية.. كما أن حاجته اليها في البداية كذلك..وقد قال الله تعالى:{ وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [ النور: 31]. وهذه الآية في سورة مدنية خاطب الله بها أهل الايمان وخيار خلقه أن يتوبوا اليه بعد إيمانهم وصبرهم وهجرتهم وجهادهم. ثم علق الفلاح بالتوبة تعليق المسبّب بسببه.. وأتي بأداة "لعل" المشعرة بالترجي.. إيذانا بأنكم إذا تبتم كنتم علي رجاء الفلاح.. فلا يرجو الفلاح إلا التائبون.. جعلنا الله منهم.. ولما كانت "التوبة" هي رجوع العبد الى الله.. ومفارقته لصراط المغضوب عليهم والضالين.. وذلك لا يحصل إلا بهداية الله الى الصراط المستقيم.. ولا تحصل هدايته إلا بإعانته وتوحيده.. فقد انتظمتها سورة الفاتحة أحسن إنتظام.. وتضمنتها أبلغ تضمن فمن أعطى الفاتحة حقها ـ علما وشهودا وحالا ومعرفة علم أنه لا تصح له قراءتها على العبودية إلا بالتوبة النصوح.. فإن الهداية التامة الى الصراط المستقيم لا تكون مع الجهل بالذنوب.. ولا مع الاصرار عليها.. فإن الأول جهل ينافي معرفة الهدى.. والثاني غي ينافي قصده وإرادته.. فلذلك لا تصلح التوبة إلا بعد معرفة الذنب.. والاعتراف به.. وطلب التخلص من سوء عواقبه أولا وآخرا. وها نحن نشرع في بيان ذلك أتم تبيان ـ إن شاء الله . إن الموضوع الذي نطرحه هنا من الأهمية بحيث لا يستغني عنه شاب لا شيخ.. موضوعنا مهم للمبتدئ والمنتهى.. للسالك والواصل للتلميذ والمريد.. إنه موضوع الساعة وكل ساعة.. | |
|
الطير الحزين مشرف عام
عدد الرسائل : 13 الأوسمة : الدولة : تاريخ التسجيل : 28/05/2008
| موضوع: رد: كيف أتوب؟! الخميس يونيو 12, 2008 2:11 am | |
| يسلموووووووووووووووووووووووووو | |
|